تحدي المرحلة: إصلاح الدولة
من بين أكبر تحديات الحكومة القادمة، التي يعلق عليها المغاربة أمالاً عريضةً، اصلاح الدولة.
إصلاح الدولة يشكل أصعب ما يواجه أية حكومة في العالم، إذا زدنا على هذا خصوصية المغرب أى تجذر ما يسمى « المخزن » في نسق الدولة الحديثة.
اقترح على قرائي بعض الأفكار في ما يخص منهج الإصلاح في مناحي الادارة العمومية :
1- القدوة : يجب على متصدري أو أصحاب القرار عدم إهمال أهمية هذا الجانب في إدارة الشان العام. كل جهاز الدولة يراقب تصرفات الوزراء و يحاكي سيرتهم لذا من المهم أن تكون تصرفات هولاء المسؤولين على درجات عالية من النزاهة و إحترام المال العام. قد يقول قائل : هذه مواعظ وكلام عاطفي ! إن أهم مظاهر تخلفنا : أزمة القيم و إنعدام القدوة.
2- استقلالية القرار السياسي والإقتصادي : بعض القرارات المتخدة لم تكن دائما تصب في صالح الإقتصاد الوطني. من المهم مراعاة العلاقات مع الإتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة ولكن ليس على حساب الاقتصاد الوطني,
3- محاربة شبكات المصالح ولوبيات الضغط في الإدارة : تفعيل مسطرة الاربع سنوات كحد أقصى لتولي المسوولية في المناصب الحكومية وتسريع وتيرة المحاكمات الخاصة بالمسؤولين المتورطين في قضايا الفساد أو إهذار المال العام,
4- إرساء ثقافة إحترام القانون : قد تبدو هذه النقطة تحصيل حاصل أو بديهية . لا، توجد بعض الفصول القانونية صعبة التطبيق في الواقع، فيتم التحايل عليها بحجة الضرورة فشيئاً فشيئاً تصبح ثقافة القفز و عدم إحترام القانون شيئا غير معيبٍ بل مستحب لبلوغ الأهداف. يجب القطع مع هذه الممارسات وإعتبار القانون شيئاً سامياً وحل مشكل القوانين الصعبة التطبيق بإعادة النظر فيها
5- إدخال مفهوم العمل « التنظيم على طريقة المشروعات » عوض التنظيم حسب الهياكل و المصالح : العمل بالمشروعات طريقة عمل اثبتت نجاعتها وتضيف إلى عمل الادرات السرعة والليونة المطلوبين لمواجهة تحديات التحديث والتخليق,
6- إعادة تنظيم الادارة لتكون في خدمة المواطن ليس العكس : التنظيمات الادارية منكبة على نفسها، طريقة تنظيمها لا تأخذ بعين الاعتبار المستعملين في تنظيمها و طرق عملها،
7- تسهيل الولوج إلى المعلومة للمواطنين والصحفيين وجمعيات المجتمع المدني : الشفافية أسهل طريق للإصلاح بحيث أن اشراك هؤلاء الفاعلين سيجعل مشاريع الاصلاح أكثر يسرا وفاعلية،
8- تقوية مؤسسات الرقابة والوساطة : المجلس الأعلى للحسابات وديوان المظالم،…إلخ من المؤسسات التي تراقب عمل الادارة أو تسهل التواصل مع المواطنين.
9- وأخيراً : نداء إلى حكومة العدالة والتنمية إذا كنتم غير قادرين على الاصلاح أو حيل بينكم وبين الاصلاح، فلا تترددوا في الاستقالة…
Articles similaires:- None Found